حيادية الحركة الرياضية

2 فبراير, 2023

بسم الله الرحمن الرحيم

اُشيع فيما بيننا ان الرياضة في بلادنا كانت في معزل عن الصراع السياسي خلال الفترة الماضية ، و آمن الجميع بذلك وان بدرجات متفاوتة املاً في عدم تلويث الحركة الرياضة بالفعل السياسي الذي لوث كل شي ، و دعم هذا التوجه الاعلام الرياضي بصورة ايجابية الى حداً كبير مستنداً في ذلك الى القاعدة الجماهيرية العريضة المناصرة للحراك الرياضي الذي يمتد من شرق البلاد الى غربها ومن جنوبها الى شمالها.
وحتى تكون الرياضة في معزل عن الصراع السياسي رفع الجميع مبدأ “حيادية الحركة الرياضية” كمبدأ
اساسي دعم تنفيذه جميع الرياضيين بمختلف مستوياتهم و انتماءاتهم، واسهمت الاتحادات الرياضية ومن خلفها اللجنة الاولمبية في تعزيزه الالتزام بهذا المبدأ، منطلقين من ان الحيادية والتحييد تعني في أبسط مفهوم لها أن النشاط الرياضي فعل جامع لكل الرياضيين لا يتاثر بالخلافات السياسية أو الاجتماعية أو الدينية.

تعملقت الاتحادات الرياضية في بلادنا في تنفيذ هذا المبدأ، و ظهر جلياً ذلك من خلال الانشطة الرياضية التي نفذتها معظم الاتحادات الرياضية، اذ حرصت الاتحادات الرياضية حرصًا شديدًا على ان تنظر للاندية و للرياضيين في عموم اليمن بعين واحده ليس فيها تمييز من اى نوع ، واجتهدت تلكم الاتحادات في توزيع نشاطها على مختلف محافظات الجمهورية مستنده على القبول الجماهيري لكل الانشطة الرامية لتوحيد الصف و ابعاد الرياضة عن كل ما يعكر اجواءها.

كان يحدونا الامل ان تساند القيادات الرياضية في بلادنا الاتحادات الرياضية في تطبيق مبدا الحيادية، وان تسعى كل القيادات الرياضية في صنعاء و عدن للحفاظ على مكونات العمل الرياضي (الاتحادات واللجنة الاولمبية) ومنع اى تدخل مضر بالحركة الرياضية، بما في ذلك عدم التورط في تعيين وتغيير قيادات الاتحادات الرياضية، الا ان امالنا ذهبت ادراج الرياح ، حيث ظهر لنا جلياً ان سلطة الامر الواقع في صنعاء قد قامت بتغيير بعض قيادات الاتحادات، وشكلت لجان لادارة اتحادات اخرى على الرغم من عدم مشروعية القرارات التي اصدرتها كونها صدرت من اشخاص غير ذي صفة قانونية او شرعية، حتى وان تماهت وقبلت بتلك القرارات قيادة للجنة الاولمبية المتواجدة في صنعاء ” اكان هذا التماهي والقبول ناتج عن ضغوط سياسية او ناتج عن قناعة في التعامل مع سلطة الامر الواقع في صنعاء فالامر سيان في ذلك.
الكل يعي ويدرك ان التدخل الذي حدث في صنعاء جاء بشكل مخالف للانظمة واللوائح الناظمة لعمل الاتحادات، اذ ان الجمعيات العمومية للاتحادات هي صاحبة القرار في انتخاب مجالس الادارات ، كما ان تدخل سلطة الامر الواقع في تعيين قيادات الاتحادات التي لم تتشكل جمعياتها العمومية يعد تجاوز للسلطة التي لا تملكها سلطة صنعاء …وتالياً جر الامر نفسه على تغيير تركيبة الجمعية العمومية للجنة الاولمبية اليمنية حيث تم ادخال اعضاء جدد واخراج اعضاء لهم كل الحق في الاستمرار كاعضاء في اللجنة الاولمبية.
لذا و إيمانًا باهمية استمرار حيادية الحركة الرياضة فاننا نؤكد هنا ان كل الاجراءات التي تم اتخاذها من قبل سلطة الامر الواقع في صنعاء مرفوضة ولا يمكن التسليم بها ، وعلى اعضاء اللجنة الأولمبية رفض كل الاجراءات التي تمت في صنعاء بشكل قاطع، ولترسيخ مبدا الحيادية موكد ان الجميع سيقف صفاً واحدًا ضد اى تدخل لوزارة الشباب والرياضة في عدن في حال ان اقدمت الوزارة على تغيير اى قيادي من قيادات الاتحادات، بالرغم من امتلاك الوزارة للسلطة القانونية والشرعية في ذلك كونها الوزارة الشرعية المعترف بها محلياً و دولياً، و لها الحق في التعامل القانوني مع مختلف الاطراف الداخليه والخارجية.

 ،، وهذا وبالله التوفيق ،،

نبيل حسن الفقيه
2 فبراير 2023م